استراتيجيات المستشار للتعامل مع المشاعر | الجزء2

حماية العواطف الإيجابية

المستشار كأي شخص أخر ,يواجه مشاعر بمستوى شدة أعلى.ولكن بسبب افتقار المستشار لتلك الوظائف المعرفية التي يمكن أن تكون بمثابة نظام معالجة عاطفي داخلي لديه.

يمكن للمستشار بشكل أفضل أن يظهر مشاعر الفرح والسعادة ,ولكنه أكثر تحفظا للإحباط الشديد والغضب وأيضا الحزن ,ولكن من الصعب تقليل شأن تلك العواطف أو كبتها لمدة طويلة.

إذا حدث أمر يزعج أو يثير المستشار بطريقة أساسية ,العواطف الشديدة التي تتابع يمكن أن تتغلب على حالته الذهنية, وهذا يمكن أن يخلق الشعور بفقد السيطرة. في الحالات القصوى يمكن أن تحرر العواطف المكتومة والضرورية للحفاظ على الانسجام الخارجي. في محاولة للتخفيف من حده التوتر الداخلي ,وسيشعر المستشار في الرغبة في التعبير عن عواطفه في الوقت الحالي ,لفظيا أو جسديا ,سلبيا أو ايجابيا.

لكن التعبير اللفظي أو في الحالات القصوى الجسدي ,هوالتعبير عن المشاعر والعواطف الشديدة ,والذي لن يحصل إلا في اللحظة التي تصل إليها العواطف إلى مستوى معين من الشدة ,عندما يشعر المستشار بأنه لا يستطيع السيطرة عليها لفترة أطول.

في هذه المرحلة ,سيكون التصور الداخلي للـ (Ni) مشوها بالاضطرابات العاطفية ,مما يجعل ملاحظتها أكثر صعوبة ,في حين أن العواطف الشديدة تُجبر على الخروج عن طريق (Fe) ,وهذا الموقف سيجعلك أقل اهتماما بتلك المشاعر التي تظن أنها غير ملاحظة لصغرها.

من الواضح أن التعامل مع المشاعر السلبية أكثر صعوبة من التعامل مع تلك المشاعر الايجابية ,ولكن هناك بعض النقاط التي يجب على المستشار النظر إليها عندما يعبر عن مشاعره الايجابية .فعندما يعبر المستشار عن مشاعره الايجابية ,يمكن بسهولة أن تتعرض حالة عقله الايجابية للإحباط من خلال نقد الآخرين ,نظرا لأنها تلتقط طاقة الاخرين بسهولة.

عل الرغم من أن (Ni) ستستطيع التفرقة بين كون ذلك النقد حقيقي حقا أو بدافع الحسد ,ويمكن أن يفكر (Ti) في الحجج والبراهين إلى حد معين ,وسوف تتأثر مشاعرهم, حتى عندما يعلم المستشار بعقلانية أن تلك التعليقات النقدية ليست مبررة.وهذا بسبب سوء قدرتهم على التحكم بعواطفهم بشكل فعال ,كما شرحت سابقا.

وعندما ينغمسون في التفكير في المشاعر السلبية الناتجة من تلك التعليقات النقدية ,غير قادرين على التعامل مع هذه المشاعر ,ومن المرجح أن يبدأ المستشار في التشكيك في مشاعره المبهجة السابقة ,إذا كيف ينبغي عليهم التعامل مع هذا الموقف؟

هذا هو جزء من المشكلة ,لأنه عندما ينقل المستشار خبرة مبهجة لشخص ما ,ويكون لهذا الشخص استجابة ايجابية ,سوف يلتقط المستشار تلك المشاعر الايجابية باستخدام الوظيفتين الانبساطية "Fe-Se"

وبالتالي تعزيز حالة الذهن الايجابية بالفعل -والأشبه بسكب النفط على النار- فاستجابة الشخص تمثل النفط.

حسنا لاحظ كيف ,في حالة الاضطراب العاطفي لا تعمل الوظيفتين الداخلية "Ti-Ni" بشكل صحيح ,حيث لا يتم التعامل مع العواطف الشديدة وتغيير حجمها بشكل كافٍ قبل معالجتها بواسطة هذه الوظائف.لذلك في حالة العواطف الشديدة يمكن أن يؤدي استنتاجهم إلى نتائج تبدو مبالغا فيها ,عند مقارنتها بواقع القضية.

في حالة استجاب الشخص الأخر بشكل ايجابي ,يمكن أن يشعر المستشار بأنه شخص جيد تجاه نفسه ,والذي سيعد طبيعيا تجاه تمثيلنا النفط والنار. ولكن هذا المبدأ نفسه يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية عندما يتم انتقادهم ,تاركا شعورا بعدم السعادة للمستشار. وسوف يكون تأثيره أكبر على المستشارين الذين يحملون شعورا سيئا لتقدير الذات أو الذين يشعرون بالاكتئاب ,لأن المشاعر الايجابية (حول أنفسهم) يمكن أن تبدو كبيرة المنال بشكل غير متناسب ,مما يجعل سقوطه والعودة لتلك المرحلة المكتئبة يشعره بالتدمير.

لذا قد يختار المستشار أن يشارك الاخرين تجاربه ,مع خطر تعرضه للانتقاد والشعور بالسعادة في وقت لاحق ,أو يختارون الحفاظ بمشاعرهم الشديدة لأنفسهم ,والتي قد يكون القيام بها أمرا صعبا.

هناك طريقة آمنه وأكثر صحة ,والتي تستلزم مشاركة تجاربكم الايجابية فقط لأولئك الذين تعرفون أنهم سيشجعونكم ,بغض النظر عن أي شيء. أو إذا -للأسف- لم تملك ذلك الشخص ,فبإمكانك ايجاده في مواقع التواصل.

أعتقد أنه من المهم أن يتذكر المستشار أن تلك العواطف الشديدة ,التي قد يواجهونها من وقت لآخر ,نادرا ما تعكس حقيقة الواقع.

وفي حالة المشاعر السلبية الشديدة ,سواءً نشأت من تعليقات نقدية أو غير ذلك. فإن التحقق من الواقع قد يكون أساسيا لإعادة التوازن العاطفي ,وسوف أناقش هذا الأمر في الجزء الثالث باذن الله.

بقلم |شيريل فلوروس

المصدر | من هنا