يرى البعضُ الحياة محكمةً يمثل فيها دور القاضي تارة ودور المحامي تارة أخرى، بدور القاضي يلهث خلف براءة أحدهم أو جعله مذنباً، وكل ما ازداد المتهمين ارتفعت أسهم أهميته التي يكتسبها من الخارج وبدور المحامي يدافع بل ويستميت عن قضية لعله يجد بعدها التصفيق بإثبات ما حوته نفسه، ويشعر بالرضا جراء رمي شخص آخر خلف القضبان، إن الحياة لديهما عبارة عن رابح وخاسر، بينما وعلى الجانب الآخر هناك من يرى الحياة مدرسة، يرتدي فيها عباءة المعلم فيسير فيها منبهاً ومرشداً بما لديه، يحتوي المخطئ ويشجع المصيب، ويرتدي تارةً أخرى عباءة الطالب الذي يتعلم من كل ما يواجهه، ليضيف كل ذلك في رصيده المعرفي، والحياة لهذين لا مكان فيها لرابح أو خاسر
فعلًا.
هناك حكمة تقول: من ظن أنه عالم فهو جاهل، ومن ظن أنه جاهل فهو عالم.
المقصد هنا من ظن أنه جاهل سيسعى طالبًا للعلم. ومن ظن انه عالم سيغرق في جهله.